مكان يستقطب السياح المغاربة و الأجانب ، وسط جبال الأطلس المتوسط تتربع منابع أو عيون أم الربيع لتضفي على المكان طبيعة من نوع خاص .
منطقة تشج إليها زوارا من كل المدن المغربية ، تجد سكان الرباط و الدار البيضاء و فاس و مكناس و آخرين من كل حدب و صوب ، الجميع أتى لينعم برطوبة المكان أما الأطفال و الصغار فيفضلون الإستحمام في مياه المنابع المنعشة .
الطريق المؤدية إلى عيون أم الربيع تعرف بوعورة مسالكها ، وسط الجبال و مرورا بمدن الأطلس المتوسط بدء من إفران بمريرت و الضواحي ، إلى غاية الوصول إلى منابع أم الربيع طريق تحتاج من السائقين ضبط أعصابهم و جرعة كبيرة من التركيز ، أما إذا اقتربوا من مكان المنابع فعليهم أن تتسع صدورهم لطلبات فتيان و فتيات المنطقة الذين يلحون على إعطائهم ( درهم ) .
الذين ألفوا زيارة المكان في الغالب يحملون معهم الخبز و قطع الشكولاتة و البسكويت و قنينات الماء يقدمونها للأطفال الذين يصطفون في جنبات الطريق ملوحين بأيديهم النحيفة و بانتسامتهم البريئة و جمالهم الصافي .
طريق وعرة المسلك ، لكن الوصول إلى عيون أم الربيع ينسي الزائر تعب الرحلة التي يمكن أن تدوم الساعات حسب نقطة الإنطلاقة .
السباحة في مياه العيون تجدب الأطفال و الشباب هناك من يقضي اليوم كاملا وسط المياه ، و هناك من يفضل الإبتعاد و الجلوس في الأماكن المخصصة المشيدة فوق التيار الجاري بمياه منابع ام الربيع .
إنها السياحة الجبلية بامتياز ، لكنها تحتاج إلى التفاتة حقيقية من قبل القائمين على القطاع السياحي ، لان الفوضى هي سيدة الموقف في هذا المكان الطبيعي الخلاب ، أماكن خشبية مظللة و مفروشة بأغطية تتوالد بشكل عشوائي دون احترام سلامة و أمن الزوار .
عائلت تاتي إلى المكان بشكل جماعي لأن النزهة هناك لا تكتمل بالنسبة إليها إلا بالجماعة ، بل تمة عائلات تنسق في ما بينها و تشد الرحال إلى منابع أم الربيع ، من قلة البنيات التحتية و غياب المرافق الصحية ، فليست هناك مراحيط او حمامات و من أراد أن يقضي حاجته فالطبيعة رحبة و المكان واسع .
أما فيما يتعلق بالأكل ، فكل شئ متوفر ، كؤوس الشاي ، و وجبات معدة في طجين تقليدي أساسه لحم معز المنطقة الأطلسية .
تختلف الأذواق بالنسبة إلى الزائرين ، و يكون الإختيار بين مختلف الوجبات تعتمد أصلا على لحم المعز .
في الماضي القريب كانت عائلات تجلب معها وجبتها لكن الأمور بدأت تتغير ، و أغلب الوافدين يلجؤون إلى اقتناء الوجبات المعدة من قبل نساء المنطقة اللواتي يحضرن كميات من مختلف أنواع الرغيف ثمن الرغيف الواحد درهمان و نصف ، و كأس شاي درهمان ، أما طجين اللحم فيتراوح بين 40 و أزيد من مائة درهم حسب حجمه و نوعية الخضر التي أعد بها وفاء الزوار لمنابع أم الربيع يخفي المعناة الكبيرة التي يتكبدها الوافدون ، إذ يضطر هؤلاء إلى (( كراء )) مكان مظلل لقضاء اليوم و يضيفون إلى ذلك وجبة الغداء و الشاي و الرغيف ...
ابناء المنطقة فيعولون كثيرا عن فصل الصيف و هي مناسبة التي يكثر فيها الزوار و تنتعش فيها الحركة فيها الحركة و الرواج كما تشهد منابع ام الربيع رواجا خاصا خلال العطلة المدرسية التي تتزامن و فصل الربيع من كل عام ، منتزه تجلب طبيعته زوارا قارين غير أن المجهودات التي تبذل لإرضاء هذه الفئة الوفية لمنابع أم الربيع بتقي محدودة ، و هناك من المسؤولين الجماعيين من يتحدث عن وجود نوع من المقاومة من قبل المستفدين من المشاريع في المنابع الذين يرفضون التجديد و يرفضون أن تخضع مشاريعهم غلى التقنين ، خصوصا أن تخضع تمة بعض الفضاءات تبقى مهددة في أية لحظة بالإنهيار لأنها شيدت فوق تيار مائي ذات قوة علية ، المكان يحتاج إلى تصور سياحي حقيقي بإمكانه أن يعطي صورة أجمل للمنطقة التي تضررت خلال السنوات الأخيرة و أصبحت تشكو من قلة المياه مقارنة مع سنوات مضت .