الجمعة، 15 أغسطس 2008

م الربيع ... جنة وسط جبال الريف

إقبال كبير خلال فصلي الربيع و الصيفمكان
مكان يستقطب السياح المغاربة و الأجانب ، وسط جبال الأطلس المتوسط تتربع منابع أو عيون أم الربيع لتضفي على المكان طبيعة من نوع خاص .


منطقة تشج إليها زوارا من كل المدن المغربية ، تجد سكان الرباط و الدار البيضاء و فاس و مكناس و آخرين من كل حدب و صوب ، الجميع أتى لينعم برطوبة المكان أما الأطفال و الصغار فيفضلون الإستحمام في مياه المنابع المنعشة .




الطريق المؤدية إلى عيون أم الربيع تعرف بوعورة مسالكها ، وسط الجبال و مرورا بمدن الأطلس المتوسط بدء من إفران بمريرت و الضواحي ، إلى غاية الوصول إلى منابع أم الربيع طريق تحتاج من السائقين ضبط أعصابهم و جرعة كبيرة من التركيز ، أما إذا اقتربوا من مكان المنابع فعليهم أن تتسع صدورهم لطلبات فتيان و فتيات المنطقة الذين يلحون على إعطائهم ( درهم ) .




الذين ألفوا زيارة المكان في الغالب يحملون معهم الخبز و قطع الشكولاتة و البسكويت و قنينات الماء يقدمونها للأطفال الذين يصطفون في جنبات الطريق ملوحين بأيديهم النحيفة و بانتسامتهم البريئة و جمالهم الصافي .




طريق وعرة المسلك ، لكن الوصول إلى عيون أم الربيع ينسي الزائر تعب الرحلة التي يمكن أن تدوم الساعات حسب نقطة الإنطلاقة .




السباحة في مياه العيون تجدب الأطفال و الشباب هناك من يقضي اليوم كاملا وسط المياه ، و هناك من يفضل الإبتعاد و الجلوس في الأماكن المخصصة المشيدة فوق التيار الجاري بمياه منابع ام الربيع .




إنها السياحة الجبلية بامتياز ، لكنها تحتاج إلى التفاتة حقيقية من قبل القائمين على القطاع السياحي ، لان الفوضى هي سيدة الموقف في هذا المكان الطبيعي الخلاب ، أماكن خشبية مظللة و مفروشة بأغطية تتوالد بشكل عشوائي دون احترام سلامة و أمن الزوار .


عائلت تاتي إلى المكان بشكل جماعي لأن النزهة هناك لا تكتمل بالنسبة إليها إلا بالجماعة ، بل تمة عائلات تنسق في ما بينها و تشد الرحال إلى منابع أم الربيع ، من قلة البنيات التحتية و غياب المرافق الصحية ، فليست هناك مراحيط او حمامات و من أراد أن يقضي حاجته فالطبيعة رحبة و المكان واسع .


أما فيما يتعلق بالأكل ، فكل شئ متوفر ، كؤوس الشاي ، و وجبات معدة في طجين تقليدي أساسه لحم معز المنطقة الأطلسية .


تختلف الأذواق بالنسبة إلى الزائرين ، و يكون الإختيار بين مختلف الوجبات تعتمد أصلا على لحم المعز .


في الماضي القريب كانت عائلات تجلب معها وجبتها لكن الأمور بدأت تتغير ، و أغلب الوافدين يلجؤون إلى اقتناء الوجبات المعدة من قبل نساء المنطقة اللواتي يحضرن كميات من مختلف أنواع الرغيف ثمن الرغيف الواحد درهمان و نصف ، و كأس شاي درهمان ، أما طجين اللحم فيتراوح بين 40 و أزيد من مائة درهم حسب حجمه و نوعية الخضر التي أعد بها وفاء الزوار لمنابع أم الربيع يخفي المعناة الكبيرة التي يتكبدها الوافدون ، إذ يضطر هؤلاء إلى (( كراء )) مكان مظلل لقضاء اليوم و يضيفون إلى ذلك وجبة الغداء و الشاي و الرغيف ...


ابناء المنطقة فيعولون كثيرا عن فصل الصيف و هي مناسبة التي يكثر فيها الزوار و تنتعش فيها الحركة فيها الحركة و الرواج كما تشهد منابع ام الربيع رواجا خاصا خلال العطلة المدرسية التي تتزامن و فصل الربيع من كل عام ، منتزه تجلب طبيعته زوارا قارين غير أن المجهودات التي تبذل لإرضاء هذه الفئة الوفية لمنابع أم الربيع بتقي محدودة ، و هناك من المسؤولين الجماعيين من يتحدث عن وجود نوع من المقاومة من قبل المستفدين من المشاريع في المنابع الذين يرفضون التجديد و يرفضون أن تخضع مشاريعهم غلى التقنين ، خصوصا أن تخضع تمة بعض الفضاءات تبقى مهددة في أية لحظة بالإنهيار لأنها شيدت فوق تيار مائي ذات قوة علية ، المكان يحتاج إلى تصور سياحي حقيقي بإمكانه أن يعطي صورة أجمل للمنطقة التي تضررت خلال السنوات الأخيرة و أصبحت تشكو من قلة المياه مقارنة مع سنوات مضت .
















الاثنين، 11 أغسطس 2008

رحيل محمود درويش أحد أعمد الشعر و النثر العربي

محمود درويش يستسلم للموت
رحل متجاوزا الستين من عمره و ظل شعره متمتعا بنضارة الشباب و عنفوانه
في جداريته ، ناجي الموت شاعرا :
أيها الموت ... انتظرني خارج الأرض ، لم يعد أحد من الموتى ليخبرنا الحقيقة ...
ايها الموت انتظريني خارج الأرض ... انتظرني في بلادك ريثما انهي حديثا عابرا مع ما تبقى من حياتي ...





محمود درويش يستسلم للموت
اليوم يغادر دنيانا محمود درويش دون أن نعرف إن كان وجد متسعا من الوقت لإنهاء حديث ليس أبدا عابرا ... مع ما تبقى من حياته .
مساء أول أمس السبت نزل خبر موته صلعقة مزلزلة على قلوب الجميع ، النخبة كما عامة الناس و بسائطهم ، فمحمود درويش لم يكن له برج عاجي يطل من خلاله على قرائه و محبي أعماله شعرا و نثرا ، بل كان شاعرا شعبيا و نخبويا في آن ... ربما قد يكون استمد جماهيريته من وحي فلسطين أو من ذاك البعد السياسي الكامن في أبيات قصائده التي عبر خلالها عم أمال الشعوب العربية و الأمهم ، لكن أيضا بساطة لغته و طواعيتها كان لها دور هام في انتشاره و شعبيته .
خنقه لقبه شاعرا للقضية / فلسطينيته كانت قدره الذي يتبعه كظلمة أينما حل و ارتحل بين البلدان و القصائد.
قال ذات حوار : طبعا أنا فلسطيني و شاعر فلسطيني و لكن لا أستطيع أن أقبل بأن أعرف بأنني شاعر القضية الفلسطينية فقط ، و بأن يدرج شعري في سياق الكلام عن القضية فقط و كأنني مؤرخ بالشعر لهذه القضية .
لم يكن درويش شاعرا طلائعيا محدثا فقط كان نجما في عالم عربي ينعم بلقب النجومية على مغنيه و ممثليه فقط و يستثني منه الأدباء و الشعراء ، بل أكثر من هذا درويش خلق نجوما بشعره ، أحن إلى خبز أمي صنعت مارسيل خليفة ، و غيرها من قصائد درويش كرسها حاصر حصارك لا مفر جعلت ماجدة الرومي معبودة الجماهير العربية ، محمود درويش حين يقف على مسرح او منصة لإلقاء شعره تجد القاعة تغص بجمهور حاشد يقاطعه بالتصفيق المدوي كلما مست كلمة أو بيت شغاف قلبه ... هو فقط من يستطيع ذلك و ليس شاعر آخر .
توفي درويش بعد ان تجاوز الستين بسنوات تنفس فيها إبداعا . ظل شعره يتمتع بنضارة الشباب و عنفوانه ، تعب قلبه هذه المرة و أسلم الروح في هيوستن الأمريكية ، بعيدا عن وطنه ، ذلك الوطن الذي أصبح أهله يقتتلون في ما بينهم ، و بدل أن يوجه إلى العدو سهام قصائده سيجد درويش نفسه غاضبا ينتقد انقسام الفلسطينيين و صراعهم على السلطة ، فكتب في ( انت منذ الآن غيرك ) يقول :
لولا الحياء و الظلام لزرت غزة ، دون أن أعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان الجديد، و لا اسم النبي الجديد ، و لو لا أن محمدا هو خاتم الأنبياء لصار لكل عصابة نبي ، و لكل صحابي ميليشيا ، اعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين ، إن لم نجد من يهزمنا ثانية هزمنا أنفسنا بأيدينا لئلا ننسى .
فلسطين أعلنت حدادها على درويش لمدة ثلاثة أيام و رام الله أضاءت شموعها حزنا على رحيل شاعر اوصى بأن لا يوضع البنفسج على قبره لأنه زهر المحبطين يذكر الموتى بموت الحب قبل أوانه ، يفضل بدله شقائق النعمان إن وجدت ... و سبع سنابل خضراء توضع على التابوت ... إن وجدت .
استسلم درويش للموت و لا يعرف إن كانت انتظرته حتى يعد حقيبته ، فرشاة اسنانه ، و صابونته و ماكنة الحلاقة و الكولونيا و الثياب .








الأحد، 10 أغسطس 2008

أكادير

القاصرات طبق رئيسي في كباريهات عين الذئاب


فتيات في عمر الزهور يبعن شرفهن إمتاعا للباحثين عن اللذة العابرة

مثل أفعى أمازونية أو راقصة شرقية من العهود الفرعونية كانت إحدى الفتيات تتلوى و تترنح بين الطاولات المملوءة بقنينات البيرة و الويسكي موقظة موجة من الشهوات المكبوتة و ملهبة حرارة المكان الذي تحول بفعل الأضواء المتراقصة الممزوجة بدخان الشيشة و لفات السجائر إلى الفضاء خصب للتمتع بلحظات من المتعة الغابرة .
بين الفينة و الأخرى كان هناك شاب في الثلاثينيات من عمره يقترب من الفتاة التي يتجاوز سنها السابعة عشرة ، و يحتضنها بقوة مرتشقا من فمها قبلة عميقة و طويلة لا تنتهي إلا بعد تعالي أصوات رواد الملهى الليلي المطالبة باستمرارها في الرقص و إكمال مهمتها في إدخال البهجة إلى قلوبهم الحيرانة .
غير بعيد عن الفتاة الراقصة و في طاولة استقرت في زاوية مظلمة من الملهى انخرطت 3 فتيات اخريات يتراوح سنهن بين 16 و 20 سنة في تسلية رجل في العقد الرابع من عمره ، فتارة تجذبه إحداهن للرقص معها على إحدى الإيقاعات الشرقية أو الخليجية ، وتارة أخرى تفسح له إحداهن المجال لمداعبة جسدها الرقيق لإشعال ما تبقى من شهواته التي التهبت أصلا بفعل الأجواء السائدة بالملهى .
خارج هذا الفضاء و بالضبط في الزقاق الذي يضم مجموعة من الكباريهات و الملاهي الليلية و على رأسها ( مانهاتن ) و ( 16 سلطنة ) و ( نوتوألزاس ) و ( نيورك ) اصطفت عشرات السيارات الفارهة التي اختار أصحابها قضاء ليلتهم الحمراء بين جدران ( الحفر الليلية ) خلف هذه السيارات انخرط مجموعة من القاصرين و القاصرات في مفاوضات مع رجل أمن خاص بأحد الملاهي الليلية المذكورة حول سعر تذكرة الدخول إلى الملهى الذي يستضيف الليلة مطربا شعبيا معروفا ، فبينما طالبهم رجل الأمن بأداء 1200 درهم للتذكرة ، لم يستطيع القاصرون تأدية سوى 1000 درهم و هو ما رضخ له الرجل بعد لحظات من التردد ، بعيدا عن الملهى الذي ولجه القاصرون ، كنا كمن ابتلعتهم بوابة الزمن لترميهم فجأة بإحدى النقاط الباذخة داخل أحد النوادي الخاصة ، طاولات مليئة بكل أصناف الطعام و الخمور ، و أخرى اكتظت بالمقمرين و عشاق التحدي ، في وقت تحاول بعض الفتيات زرع الحماس في المقامرين للمراهنة بمبلغ أكبر ، بينما انخرط الشباب رفقة خليلاتهم في التهام نغمات اوروبية منبعثة من مغنية شبه عارية ، ترقص فوق منصة دائرية رفقة الأوركسترا ، عين الذئاب تحول إذن إلى فضاءات تتراقص في كنفها الأضواء و تترنح فيها الأجساد العارية لقاصرات يمتطين صهوة التحرر ، بهذه الفضاءات يغترف عشاق اللحم الأبيض نكهات انثوية محضة لقاصرات تحولن إلى طبق رئيسي على طاولة الباحثين عن اللذة العابرة مجانا أو مقابل مبالغ مالية تتفاوت حسب نوعية العاهرات أو اللواتي هن على مشارف البغاء .
تجتذب الموسيقى الأسماع غير أنها تذوب كل الحواجز بين عشاق الرقص و الخمر ، شابان يديا منفعلين ، كل منهما يدخن لفافة حشيش ، كانت انظارهما مصوبة تجاه شاب يدين يشبه رجالات المافيا الإيطالية ببذلته الرسمية ، كان يتوسط أربع قاصرات يتمتعن بجمال خلاب ، كانت ضحكاتهم الجماعية تغلب أحيانا على إيقاعات الموسيقى الصاخبة دالة على أن هذه المشاهد هي حلقات لمسلسل لزينتهي .











الاثنين، 4 أغسطس 2008

تافيلالت




سحر السفر على أبواب الصحراء

يعتبر إقليم الراسيدية فسيفساء ثقافية ة لغوية كعرس يغمر الأنظار و الروح ، فلكل قبيلة و كل واد و كل قرية هويتها الخاصة التي تظهر جلية من خلال لونها الموسيقي و طابعها لهندسي الخاص و عاداتها و تقاليدها .



و ليس الربط الحالي بين إقليم الرشيدية و تافيلالت وليد الصدفة او أي نزعة بشرية بل إن المميزات الجغرافية و الروابط التاريخية هي التي عملت توسيع مجال مطقة تافيلالت ليشمل مجموع تراب الإقليم كما هو عليه حاليا ، كما أنه لم يكن وليد إسقاطلتاريخ الإقليم على منطقة تافيلالت ، و قد كانت الساكنة التي تعتبر المحرك الأساسي لهذه اتحولات أهم العناصر التي عملت على إنشاء هذا الرابط إذ عمل الرحل و البدو عبر التاريخ على مد قنر التواصل بين الوادي و الجبل ليتمكن هؤلاء من الوصول إلى الوادي ة يتمكن هؤلئك من الصعود إلى الجبل .
و رغم أن هذا التواصل لم يكن دائما بالسهل هلى مر الزمان ( الحروب و الغروات المختلفة ) فإن بعض فترات الرفاهية التي عرفتها النطقة مكنت هذه الفسيفساء البشرية من الإلتحم حول تافيلالت التي كانت قلب المنطقة النابض ، و قد شكل تدخل الشرفاء و العلماء ، سواء في خطبهم الدينية أو في حلهم للنزعات ، ركيزة أساسية ساعدت على تثمين الروابط بين القبائل المنتشرة في السهول و افي الجبال .
و هكذا فإن سكان إقليم الرشيدية ( تافيلالت الكبرى ) قد ربطوا علاقة متميزة مع الزمن الذي يأخذ في هذه المنطقة إيقاعا مختلفا و له علاقات متميزة مع الأشياء و الناس ، فهو غداء ذاكرتهم ، و له كذلك تلك الخاصية التي تجعله في المتناول ، و إذا كان الزمن ينقضي بسرعة في أماكن أخرى ، فإنه في هذه المنطقة يحيك اروابط بين الإنسان و ذاكرته و الأرض التي تنشئه و تبني شخصيته ، إذ إن الزمن ليس خطيا و لا يزال الماضي حضرا في الحركات
و الأشياء و الأماكن و في لمات القدماء و حتى في لعـب الأطفال . و قد نتج عن تلك المعطيات التاريخية المتمركزة حول تافيلالت التسيج البشري ...
...الحالي لإقليم الرشيدية الذي رغم كونه يذكر بلماضي القبلي فإنه يميل إلى نوع من التجانس خاصة في الحواضر حيث يبدو أن التجمع يصهر الإختلافات الإثنية التي تذوب في الإنشغالات الإجتماعية و الإقتصادية البعيدة عن أية نعرة أو تفرقة و على مستوى الأركيولوجيا ، فليست هناك أية آثار تاريخية كما هو الحال في المناطق الأخرى باستثناء ضريح مولاي علي الشريف جد الأسرة العلوية ، في الريصاني ، كما أنه ليست هنال أية متاحف حقيقية تحوي قطعا من تراثنا في بعض الصناديق ( فالمتحف هنا هو الفضاء عموما و يختلط الماضي بالحاضر لينتج عن زواجهما مستقبلنا فديارنا و قصورنا و ثيابنا و عاداتنا تسبح في ملكوت تاريخنا و نصدح بكل روائحه ، و ليس لدينا أية آثار قديمة عدا بقايا مدينة سجلماسة التي اصبحت تلبس لبوس الأرض التي كانت عليها ، أما سجلماسة الحققية بسموها الأسطوري فإنها تسكن في ذاكرتنا الجماعية و نقرأ حروفها في نظرات أطفالنا ) .
فسيفساء من التقاليد البشرية
ميز طقة تافيلالت عن غيرها من مناطق المملكة باختلاف الثقافات و غناها ، فابستثناء قبائل أيت حديدو التي تسكن منطقة تكاد تكون حصرا عليها في جبال الأطلس الكبير ، تتميز المنطقة باختلاف كبير بن القبائل و لغاتها ، إذ إن وادي زيز يضم نسيجا من متنوعامن القبائل و العاداتو غيرها مما يضفي عليه ألوانا متباينة .
إن إقليم الرشيدية يعتبر فسيفساء حقيقية إن على المستوى البشري أو على مستوى العادات و التقاليد التي تنسج التاريخ بنياتها عبر الزمن بفعل المبادلات و الغزوت و التنقلات المختلفة لساكنة المنطقة ، و إن كانت مميزات كل مجموعة لا تزال حاضرة فإنها لا تزال نابضة بالحياة كذلك كما أنها تساهم في غنى و تميز العادات و التقاليد الممارسة في المنطقة .
و هنالك العدي من المجوعات الإثنية بشكل يجعلالمنطقة تضم مزيجا مهما من الألوان و الأجناس ، فهناك الشرفاء العلويين القادمين من شبه الجزيزة العربية يعيشون جنبا إلى جنب مع القبائل الأمازيغية مثل قبيلة أيت مرغاض ( منطقة كلميمة ) و قبيلة أيت ازدك ( الريش و نواحيه ) و قبيلة أيت عطا ( في نواحي أوفوس ) و قد نسجت هذه المجموعات فيما بينها تحالفات مثل تحالف أيت يافلمان ( الذين وجد السلام ) الذي يجمع قبائل أيت حديدو و أيت مرغاض بشرفاء مدغرة ، وقد ساهم الحراطين سواء منهم المتحدثون بالعربية أو الأماريغية ( قصر إزناغن إسلاتن ب\أيت احديدو مثلا ) بقسط وافر في إغناء الروح الإفريقية لمنطقة تافيلالت و خاصة إبان الرفاهية التي كانت تعرفها مدينة سجلماسة
و أخيرا فإن يهود المنطقة كانوا طويل الزمن محركا إقتصاديا و ثقافيا ...
... مهما ترك آثار واضخة على مستوى الصناعية التقليدية خصوصا .
و إن كان الرجال يلبسون نفس الأزياء عموما حسب المنطقة مع اختلافات بسية لا تظهر للعين غيرالمتمرسة ، فأن أزياء النساء و تسريحات شعرهن و كذا ظروف عيشهن تختلف من منطقة إلى أخرى و من قبيلة إلى أخرى ، فالإختلاف شاسع بين حايك النساء الأود في لريصاني و ما تلبسه نساء أيت مرغاض و أيت عطا و أيت ازدك و أيت احديدو ، و لك منطقة كما لكل قبيلة لهجتها كذلك ، إذ يمكن معرفة القادمن من أية قبيلة من خلال لهجتهم أو لكنتهم و لكل تراثه الشفوي و الشعري الغني و المتمييز ، و يختلط في هذه المنطقة الحاضر بالماضي بساطة العيش و ملامح الوجه و إشرق الإبتسامة و الأزياء البدوية و الترحاب لتلقائي الذي يتم عن كرم متجدر في حفاوته الكبيرة و المجاملات و غيرها ، فهنالك في لهجاتنا أثار تركها أولئك الذين تعاقبوا على المنطقة جيلا بعد جيل و لعلها قمينة بالدراسة من أجل معرفة تاريخها ، و قد حافظ الشرف ةثقل التقاليد اللذان يتحيان مرور الزمن كقلع أو قصر شامخ على حيويته و شرف أخلاقنا و قد ساهم في ذلكم دخول الإسلام إلى المنطق ...
المواسم مرآة عمق المغرب
المواسم حفلات تكتسي طابعا دينيا و تقليديا و تنظم في ارتباط بأحد الأولياء الذين ثبتت كراماتهم أو المعترف لهم بها، و من الضروري الأخذ بعين الإعتبار تاريخ المكان الخاص و الشبكات التي قد تنجم عن ذلك و تستمر في إحيء الموسم ، إذ هناك أماكن الشرفاء الأوليء في المرتفعات ( مولاي ادريس و مولاي عبد السلام بن مشيش في جبل العلام ) التي يوافقها تنظيم خاص و تدبير لشجرة النسب ( و خاصة التدبير المراقب للأعلام ) و الأذين يحظون بمكانة خاص لدى السلطة المركزية نظرا لطبيعة تاريخ الدولة ( الأدا رة ) و هنالك ظواهر أخرى تمثل إشارات مركزية و إن لم يكن أغلبها أماكن احتفالية بما للكلمة من معنى ، و لكنها تبقى مقصد ( سبعة رجال مراكش ) و تجمع بعض الأماكن الأخرى بين الفوائد العلاجية و المقدسات ( مثل مولاي ابراهيم و بويا عمر ) و غيرها ، و على عكس من ذلك هنالك بعض الأماكن الأخرى التي تحظى باهتمام جوي أساسا و لكنها اكتسبت إشعاعا علىالمستوى الوطني بفعل السياسة السياحية مثالا حيا على ذلك .
موسم الخطوبة في إملشيل
يخلد شباب فبيلة أيت حديدو تقليدا عتيقا يسمح لهم باختيار شريك حياتهم بكل حرية مباشرة بعد نهاية موسم الحصاد و يرجع أصل هذا التقليد إلى الأسطورة الشهيرة المرتبطة بإسلس و تسليت ( بحيرتان تقعان على بعد ستة كيلوميترات من كركز إماشيل ) و التي ينظم تخليدا لها موسم الخطوبة الذي يعتبر أحد أجمل التجمعات الشعبية في لمغرب و أكثرها أصالة ، يعتبر هذا الموسم شاهدا على القافة الشعبية الحية و الغنية التي يعرفا امغرب و التي تشهد على تنوعه لى أساس قيم الحرية و التسامح التي تتوارث من جيل إلى جيل و تشكل عنصرا من العناصر المهمة المكونة لتراث الثقافة الوطنية ، و يمثل هذا الموسم كذلك شاهد على ثقافة يرجع أصلها إلى ملايين السنين يتم خلاله التغني بالحب و نهاية موسم الحصاد ، و تبقى الأسطورة ...
















































































































































الأحد، 3 أغسطس 2008

الزعفران



حديقة زغفران في إثنين اويكا
يمكنكم اكتشاف حديقة الزعفران في الطريق لى اوريكا على سفوح جبال الألس الكبير ، و قد نجمت هذه الصيغة عن حب الزعفران ، ذلك التابل الأسطوري ، و رغبة مالكيها في اقتسامه بفتحها أمام الزوار منذ ما يزيد عن العام .
و تعتب زيارة هذه الضيعة المغروسة بالزعفران غاية في الروعة خلال انبثاق أزهار الكروكوس ساتيفوس (الإسم العلمي للزعفران ) ، إذ تلبس الحقول لبوسابنفسجيا خلال الصباح الباكر ، و يجب جني الأزهار قبل شروق الشمس يحث تجنى و هي لازالت منغلقة ، و يعود هذا المنظر كل صباح ثم تنقل الأزهار إلى مازن تحت الظل فتشذب و تجفف و توضع في أوعية زجاجية ، و هو اكتشا قد يكون مصدرا للغبطة لما له من روائح و ألوان و جهد ثمين يقوم به الأشخاص الذين يجنون و يهيئون هذه الزهرة الصغيرة التي تسمى سماتها (( الذهب الأحمر )) و يمكن زيارة الحقول على مدر السنة ، و في المتحف تحكي لكم حكاية زهرة السعادة التي وصلت إلى الشرق الأوسط و منه إلى المغرب خلال القرن الرابع الميلادي ، و سنأخذكم في جولةعبر بعض الصور التي تمثل مراحيل نمو زهرة الزعفران من المرحلة البرعمية إلى مرحلة تسويق السمات .
براعم زهرة الزعفران
براعم الزعفران القادمة من منطقة سوس بالمغرب ( تالوين ، أكثر مناطق المغرب المعروفة بالزعران منذ أربعة قرون ) و تتوقف جودة المنتوج على عدة معايير ، أولها حجم البرعن الذي يتم غرسه ما بين بداية شهر شتنبر و منتصف أكتوبر ، و يجب أ، تفوق مقاييسه المدارية ثمانية سنتمترات ، و يتم تجفيف هذه البراعم في الهواء الطلق طوال شهر كامل قبل غرسه ، إذ إن ذلك يسمح بقتل كل الطفيليات البراعم المريضة ، و يتوجب توفير سبعة أطنان من البراعيم لغرس الكتار الواحد ، و يتم كذلك تهيئ الأرض يتهويتها و تسميدها بواسطة سبعين طن من السماد الطبيعي للهكتار الواحد .
و تغرس البراعيم في مجموعات من أربع وحدات على عمق عشرين سنتمرا و تبعد بسبعة سنتمترات على بعضها البعض ، بينما تفصل بين الصفوف ...
... مسافة 10 سنتمترات ، و ينقسم البرعوم الأصلي إلى عدة براعم يتم و إعادة غرسها كل خمس سنوات ، و ينتمي هذ النوع من الأزهر إلى النباتات ثلاثية الصيغات العميقة التي لا تنتج أية بذور و ليست لها أية أية إمكانية للتلقيح ، فهي لا توجدفي الطبيعة و وحده الإنسا يعمل على بقائها .
إنبات البراعم
إن هرة الزعفران من النباتات الأكثر ملائمة لبيئتنا إذ أن منطقة اوريكا ، كغيرها من مناطق المغرب ، تعاني من الجفاف ، غير ن هذه النبتة تكون فترة أستراحة نباتية ما بين شهري ماي و غشت ، هي الفترة الأكثر جفافا طوال السنة و التي تتوقف خلالها عمليات السقي ، و تبدأعمليات السقي مجددا في شه شتنبر مر كل أسبوع من أجل تحفيز إنبات البراعم ، و تدوم هذه العملية شهرا كاملا تبدأ بعده الجذور الصغيرة و الكبيرة في الظهور .
محور الإنبات
تأتي محاور الإنبات بعد إنبات البراعم و هي المحاور التي تضم الأوراق و الأزهار المستقبلية .
و ترسم هذه المحاور طريقها من الأعماق إلى سطح الأرض ، و هي قسية و مقاومة بحيث يمكنها أن تزيح حجرا بوزن مأئة غرام ، و بمجرد اتصالها بالهواء ، تصبح المادة التي تغطي محاور الإنبا ندية و تخج الأوراق منها .
أوراق الزعفران
يبدأ الأوراق في الظهور شهرا و نصف بعد الغرس .
الإزهار
يبدأ الإزهار ي أواخر شهر أكتوبر و سيمتد إلى غاية شهر نونبر ، و تنبثق الزهرة من محور إزهار يلف غشاء أبيض شفلف يسمى : الكافور تشقه الزهرة في الصباح الباكر .
و بقى الزهرة منغلقة ما لم تعمل أشعة اشمس على تدفئتها .
زهرة الزعفران
تضم زهرة الزعفران 6 تويجات بنفسجية و 3 سداة صفراء و مدقة واحدة و تكون المدقة من جرء أول لونه أبيضتليه السمة الحمراء التي تنتج الزعفران .
قطف الأزهار
يجب ن يتم القطف في الصباح الباكر قبلأن تتفتح الأزهار ، و يقومبذلك 20 شحصا في كل هكتار و تستمر العملية من ساعة و نصف الساعة إلى ساعتين .
الأزهار المقطوفة
تكون الأزهار المطوفة منغلقة و هو نع من الحماية بالنسبة للسمات الحمراء ، إذ تقوم ...
... الزهرة بحمايتها من الضوء و الغبار و أضرارالقطف ، و يتم تخزينها في مكان مظلل.
التشديب
و تتمثل هذه العملية في فصل السمات الحمراء عن الجزء المتبقى من المدقة ، و هي مرحلة بالغة الأهمية في تحديد الجودة النهائية لهذا النوع من التوابل ، إذ يجب ، يتم تشديب الأزهار خلال نفس اليوم ن أجل تلفيف منتوج طري بقي عرضه للضوء لأقل مدة ممكنة ، و من الأساسي الفعال للزعفرانأما إذا تم الحفاظ على المدقة فإن الجزء الأبيض يسحب مذاق السمات التي تكون غير ذات مفعول عن إضافتها للطام ، و بالإضافة إلى ذلك يجب القيام بكل هذه العمليات بدقة كبيرة تحاشيا للبقايا النباتية أو غيرها و من الشواب ...
... التي قد تضر بالمنتوج ، و للحصول على غرام واحد من الزعفران ، يجبتشذيب 150 زهرة .
و تأتي بعد ذلك المرحلة الموالية التي تتمثل في تجفيف المنتوج الطريو التي تتم في جهاز لدفع الهواء الساخن ،و تسمح هذه العملية بالحصول على تجفيف سريع خلال عشرين دقيقةتنتهي بالحصول على منتوج خال م الغبار و لم يتعرض للأكسدة و فوق كل ذلك كما يحدث عند القيام بالتجفيف فيالهواء الطلق ، إذ يتم التجفيف في هذه الحالة داخل مكان مغلق بعيدا عن الضوء و مخصص لهذا الغرض ، و يفقد الزعفران بعد ذه العملية أربعة أخماس وزنه الأصلي .
الإختلافات النباتية
تنتج أغلب المداقات ثلاث سمات ، غير أنها قد تنتج عدد أبر قد يصل إلى سبع سمات للمدقة الواحدة ، و قد يكون من المهم معرفة من أي برعم تنتج هذه ...
... السمات غير أن ذلك لا يمكن إلا في إطار أبحاث علمية طويلة المدى لكون الأزهار تقطف منغلقة .
نمو الأوراق
تصل الأوراق إلى طول 12 سنتمتر عند نهاية فترة الإزهار و تستمر النمو نهاية شهر أبريل و عند ذلك تون قد وصلت إلى حوالي 50 سنتمترا تبدأ فترة راحة النبتة فتذبلالأوراق و تسقط عن السيقان ليبدأ الزعفران في سبلته الصيفي الطويل .
مقارنة نوعين من الزعفران
يعرف الزعفران المجفف بلونه غير المتوازن الذي يضم أجزاء حمراء و أجزاء صفراء أخرى مائلة إلى البياض و يكونايضا ذا لون غامق لتعرضه للأكسدة بفعل تجفيفه في الهواء الطلق ، بينمايكون لون الزعفران المعالج فاتحا بميل الأحمر القاني .
الزعفران المزيف
الزعفران منتوج ثمين ، فهو يسمى ( الذهب الأحمر ) و لذلك فإنه غالبا من يكون مزيفا ، إذ هناك اعديد من النباتات الي تشبه الزعفران و يمكن مزجها مثل سداة الزعفران و بعض الأجزاء الغربي المختلفة و القراطم و بعض بذور زهرة القطيفة و ق نجد بينها شعرة الذرة غيرها ، أما بالنسبة للزعفران المسحوق ، من المستيل إعطاء جامعة لكل ما قد يوجد فيه سالنباتات أو المعدين ، و في جميع الأحوال فإنأي منتوج يتركاآخر غير اللون الأصفعتلبية و فركه بين الأصابه ، فغليس بالزعفران .






الجمعة، 1 أغسطس 2008